هناك الكثير من الناس يقولون إن الرياضيات لا أهمية لها ولا فائدة وهؤلاء الناس مخطئون تماما فلمادة الرياضيات الكثير من الأهمية والفوائد. وقبل كل شيء دعونا نعرف ما هي وما المقصود بالرياضيات؟
هو علم الدراسة المنطقية لكل الأشياء وكيفها وترابطها كما أنه علم الدراسة المجردة البحتة التسلسلية للقضايا والأنظمة.
فوائد مادة الرياضيات:
كثيرا ما يواجه متخصصي الرياضيات هذا السؤال: ما فائدة الرياضيات؟
أكبر فائدة للرياضيات حسب رأيي تتلخص في قدرة هذه المادة على تنشيط المخ بمسائلها وأفكارها المختلفة وخصوصا في حل المشكلات فالرياضيات مادة تحول الإنسان من شخص خمول كسول عقليا إلى متفتح الذهن هذه أبسط فوائد الرياضيات الرائعة.
فمن منكم لا يحب أن يكون متفتح الذهن ونشيط العقل؟
مما لا شك فيه أن الرياضيات بفروعها المختلفة قد ساعدت الإنسان منذ القدم وحتى وقتنا الحاضر في دراسة وتحليل العلاقات بين الظواهر الطبيعية المختلفة وبالتالي التعرف على بعض القوانين التي تحكم الكون المليء بالأسرار التي يكشفها التقدم العلمي من حين إلى آخر.
ونشاهد في الوقت الحاضر تطورا “هائلا” في العلوم والاقتصاد وإدارة الأعمال والمحاسبة والحاسب الآلي وما تلا ذلك من تطور هائل. واستخدام الأساليب الرياضية الحديثة التي اعتمدت على البرامج الخطية وبحوث العمليات والتي تعتمد بدورها على المحددات والمصفوفات والاحتمالات والتي ساعدت الإنسان في الكشف عن كثير من الغوامض في مختلف المجالات العلمية:
وأقول لك عزيزي الطالب بكل صدق وصراحة:
نحن المعلمين نتعرض لأسئلة من أبنائنا الطلبة حول فوائد الرياضيات في حياتنا فأجيب عليها بأن البناء العلمي عبارة عن لبنات متراكمة فوق بعضها بشكل منظم ودقيق وكل علم وكل مكتشف يضيف لبنة جديدة لهذا البناء فإذا أردت عزيزي الطالب أن تصبح مهندسا “مثلا” لابد أن تمتلك المعرفة الكافية في الرياضيات والتي تعتمد على حساب الكميات ومراكز الثقل والقوى المؤثرة واذا أردت أن تصبح مدنيا “أو عسكريا” لابد من امتلاكك لقدر كاف لأحد جوانب مادة الرياضيات وإذا أردت أن تتخصص في أي من المواد العلمية الجامعية لابد أن يكون لديك محصلة جيدة من الرياضيات بمثابة جواز سفر تعبر به إلى العلوم الأخرى والى تسلق مراتب الشهادات العلمية العالية إلى أن تصبح عالما “أو مكتشفا.”
كذلك أخي الطالب هناك فوائد للرياضيات في حياتنا والتي تسمى بالرياضيات العملية مثل الرياضيات التجارية والرياضيات المالية وهي كل ما يتعلق بالعمليات الحسابية التي تجري في المحاسبة والإحصاء، وكذلك الحاسب الآلي الذي هو ثمرة من ثمرات علم الرياضيات وكذلك الحال بالنسبة للإحصاء الذي تعتمد عليه الدول المتقدمة في تأمين حاجات المجتمع ورعاية حاضره ومستقبله من خلال الأعداد المتزايدة والمتغيرة في أعداد السكان والمواشي والمواد التموينية وإلخ.
أهمية ماده الرياضيات:
تعتبر الرياضيات من العلوم الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها، فالفرد مهما كانت ثقافته لا يمكنه الاستغناء عن الرياضيات لهذا تشغل حيزا مهما في أمور الحياة المختلفة.
وتختلف أهمية الرياضيات من مجتمع لآخر تبعا لتقدم هذا المجتمع، وتعقد أمور حياته المختلفة لما تحتاجه كوسائل لكثير من الأمور كالقياس والترتيب وحساب المقادير والأزمان والأموال وغيرها.
ويعتبر علم الحساب هو أول علم من علوم الرياضيات، حيث استخدمت الحضارات المختلفة هذا العلم في أمور حياتها، وكانت من تلك الحضارات الحضارة الإسلامية المتمثل في المعاملات المختلفة والتجارة اليومية وأحكامهم الشرعية، وعن طريق الحساب يمكن معرفة الزيادة والنقصان في كثير من المعاملات، وعن طريق الحساب كذلك يمكن معرفة الربا ومقداره لأن كل زيادة على أصل المال من غير تبايع فهو ربا.
ومن علوم الرياضيات كذلك علم الجبر، والذي يحتاجه الناس في معرفة المواريث وغيرها في معاملاتهم المختلفة.
فالرياضيات كذلك تساعد على تحديد أوقات الصلاة التي تختلف من موقع لآخر ومن يوم لآخر عن طريق معرفة الموقع الجغرافي وحركة الشمس في الأبراج وأحوال الشفق كل ذلك بالحساب.
ومن علوم الرياضيات علم الفلك، والذي يهتم بمعرفة الأبراج وعروض البلدان وحركة الشمس وانقلاب الليل والنهار وحركات القمر وحسابها والخسوف والكسوف.
ومن فروع الرياضيات كذلك حساب المثلثات، والذي يهتم بقياس المسافات والمساحات الكبيرة بطريقة غير مباشرة كقياس ارتفاع جبل أو البعد بين جبلين وغيرها.
ولا ننسى علم الهندسة المهتم بالفضاء والمساحة والحجوم والسطوح.
كل ذلك يبرهن على أن الرياضيات بكل فروعها لها أهمية في حياة المجتمع، فالفرد لا يمكن أن ينظم أمور معاشه إلا بالحساب، ولا يمكن تحديد ماله وما عليه من أمور مادية إلا بالحساب.
وأخيرا، يمكن القول إن الرياضيات سهلت الحياة في كثير من جوانبها، ونغصت الحياة لأنها كانت أيضا سببا في اختراع كثير من أدوات الدمار، فالرياضيات سلاح ذو حدين في الحياة أرجو أن تستفيدوا وتعرفوا أهميتها وفوائدها قبل الحكم عليها وشكرا ولكم مني أجمل تحية وتقدير.
ردوا علي باقتراحاتكم واضافاتكم عن هذا الموضوع وشكرا لكم
الكاتب : أ. دادي بابا نورالدين بن بكير
المصدر: موقع مدرسة الريادة، غرداية
0 التعليقات:
إرسال تعليق